بشارة يوحنا 18 : 2 - 11 اعتقال يسوع

وكان يهوذا الذي أسلمه يعرف ذاك المكان لكثرة ما اجتمع فيه يسوع مع تلاميذه فجاء يهوذا بحرس الهيكل والحرس الذين أرسلهم عظماء الكهنة والفريسيون حتى بلغ ذلك المكان ومعهم المصابيح والمشاعل والسلاح وكان يسوع يعلم جميع ما سيحدث له فخرج وقال لهم من تطلبون؟أجابوه يسوع الناصري قال لهم أنا هو وكان يهوذا الذي أسلمه واقفا معهم فلما قال لهم أنا هو رجعوا إلى الوراء ووقعوا إلى الأرض فسألهم يسوع ثانية من تطلبون؟قالوا يسوع الناصري أجاب يسوع قلت لكم إني أنا هو فإذا كنتم تطلبوني أنا فدعوا هؤلاء يذهبون فتمت الكلمة التي قالها إن الذين وهبتهم لي لم أدع أحدا منهم يهلك وكان سمعان بطرس يحمل سيفا فاستله وضرب خادم عظيم الكهنة فقطع أذنه اليمنى وكان اسم الخادم ملخس فقال يسوع لبطرس أغمد السيف أفلا أشرب الكأس التي ناولني أبي إياها والمجد لله دائما كانت الكلمة اليونانية تدل عادة على الكتيبة الرومانية ألف رجل وهذا ما حمل على الاعتقاد بأن يوحنا يقصد اشتراك الجيش الروماني في الاعتقال لكن العبارة كانت تدل ايضاً على جيش يهودي راجع يهوديت 14 : 11 ، مكابيين الثاني 8 : 23 ، 12 : 20 - 22 وهناك من المؤشرات ما يحمل على الاعتقاد بأن المبادرة تعود هنا الى بعض السلطات اليهودية ومن الراجح ان هذه العبارة كانت تدل على حرس الهيكل ويسوع لم يفاجأ بل كان يعي وعياً تاماً اقتراب أحداث الآلام وأهميتها راجع يوحنا 13 : 1 ، 3 ، 12 : 20 - 28 ، 10 : 17 ، 18 وعن معنى عبارة أنا هو راجع يوحنا 8 : 24 بمثل هذا الجواب يكشف يسوع عن نفسه فيصبح الاقتراب منه رهيباً للذين يجسدون قدرة الشيطان هذا كان شأن الجبل المقدس الذي تجلى الله فيه لإسرائيل راجع خروج 1 : 22 أو شأن تابوت العهد الذي كان يقيم فيه راجع صموئيل الثاني 6 : 7 ففي كل من الحاتين تنفي القداسة ما هو دينوي وما هو نجس ولذلك لا يدخل التلاميذ في ألفة يسوع إلا لأنهم مكرسون بالحق راجع يوحنا 17 : 17 ، 12 ، 6 : 39 ، 10 : 28 ، 16 : 32 ، مرقس 14 : 36 ، لوقا 22 : 42 يشير يوحنا كما الأمر هو في متى 26 : 39 إلى أن يسوع وبخ بطرس بعمله العنيف وفي تناول الطعام عند اليهود كان رب العائلة يملأ كاس كل الضيوف ومن هنا صورة الدعوة التي يتلقاها كل انسان من الله كأنه يتلقى كأساً راجع مزمور 11 : 6 ، 16 : 5 وكثيراً ما تذكر كأس المرارة في العهد القديم لوصف المحن الأخيرة راجع اشعيا 51 : 17 ، 22 ، ارميا 25 : 15 ، 17 ، 28 ، 49 : 12 ، مراثي ارميا 4 : 21 ، حزقيال 23 : 31 ، 32 ويستعمل يسوع هذه العبارة للدلالة على الآلام راجع متى 20 : 22 ، 23 ، مرقس 10 : 38 ، 39 وهي تذكر خصوصاً بصلاة جتسماني التي يلمح إليها يوحنا على ما يبدو متى 26 : 39 ، مرقس 14 : 36 ، لوقا 22 : 42